الجمعة، 11 نوفمبر 2011

أرشيف الزمان

بحثت عن كتب فى كل مكان
  كتب قد تحمل أجوبة معانى لهذا الزمان

فوجدت أرشيف بالياً شبه مدمر ينقصه بعض الكلام 
أول ابوابه الزمان جذبنى رغم نقصانه لمعانى أن اكمل ارشيف 
قرأت باب الزمان 
خلاصته أن اترك كل ما فات فهو ذاهب لمكان
وكل ما هو أتى سيأتى لا داع للأستعجال
أما اليوم فوجدته ناقص المعانى لم يكمله الارشيف 

وثانى باب كان الاوهام
   خلاصته أن ابتعد عن الاحلام
أما اجعلها حقيقة أو اترك الاحلام كأنها لم تكن
وإن كنت ممن ينحازون للأوهام 
ويستسلمون لعالم الاحلام فوجدته ناقص بعد هذا الكلام ولم تكتمل المعانى

  فتحت ثالث باب الحيرة
خلاصته إن راودتك افكار كثيرة 
ودخلت فى حيرة لم تعرف لها مثيل
إذا أتقنت حقاً التمثيل وأخفاء المشاعر وأيجاد لكل شئ بديل وعجزت عن التحليل ومرة أخرى نقصان المعانى يستنفذنى كثيراً

  فتحت رابع باب 
و عنوانه الكلام
خلاصته لا تتلخص فى كلام
فكل ما رأيته لم يجتمع فى معنى واحد
كلام لم يعنى أى شئ كثير جداً الكلام ولم أفهم منه شئ
والغريب وجدت هذا الباب كاملاً رغم الانعدام 

فتحت خامس باب وكان الوطن   
خلاصته فى الالم عن فراق شئ اسمه وطن
  فيه حكاية شخص يحمله أشخاص كثيرة فى قلبه 
يدفعون أى ثمن ليحموه ومهما كان ما يواجهه فهو دائماً فى قلبهم
ويدفعون دمائهم ليجعلوه فخوراً بهم وبعدها كانت صفحات فارغة 

حتى وجدت سادس باب
وعنوانه المحبه
  لم أجد شئ فيه لم احبه
علمنى أن كل شئ فى الكون يجب أن احبه
فانا ملئ بالعيوب فكيف أرضى بان يكون كل شئ حولى غير معيوب؟ 

وبعده الباب السابع الرحيل
أثرنى كثيراً هذا الباب لما يحمله من أشخاص رحلت
ذكرنى بهم بعذاب فهم ابطال وبعضهم اطفال لم يذكرو يوماً فى أى رواية 
وكيف أنهم انقذوا بلاد 
اعادو احياء شعباً كانت تموت فيه روح الطفولة
  يتمنون أن يصبحو يوماً احراراً دون حاجة للقتال

  وبعده الثامن
وكان اخر باب عنوانه الأنسان
لم يذكر فيه الكثير لكنى فهمت منه كثير الكثير

فسرلى لما وجدت الأرشيف ناقصاً بعض المعانى 
فلقد كان كاملاً وانا لم ابالى
فسرلى أن بعد كلمة اليوم فارغاً لانه ملك لي اكتبه كيفما أشاء 

فسر أن الاحلام لن تفيد وإن كنت من هولاء الناس واقراء فلن اعلم بنقص الكلام ولن يفيدنى الكلام فأن عالم الاوهام لن يساعدنى ويجعلنى اساعد من حولى علمنى أن اكون حاضراً افضل 

فسر فى الحيرة أن بعد التحليل لا يجب ألا الاستنتاج أن اعيد كل ما يحدث مراراً وتكراراً حتى أغلب حيرتى وأجد الحلول 

اما عن رابع باب فلم أجد الا علامة تعجب أفادتنى كثيراً بأن الكلام مهما كثر فهو كلام وأن هناك اشخاص يحبون الكلام فيما لا يحمل كلامهم معنى ولكنهم يريدون الكلام

  اما عن خامس باب فوجدته قلبك وعلمت أن القصه عن الوطن أحمله داخلى وكأنه شخصاً ادافع عنه وكأنه ضعيفاً ومهما فات من العمر دهراً أظل احمله داخلى

  اما عن سادس باب فلم اجد كلام غير ان الباب لا يحتاج تفسير فالمحبة شعور يوجد بدون تفسير او تحليل

  اما عن سابع باب وهو الرحيل فوجدته يتحدث عن بلاد احتلت من قبل بلاد تميت كل من فيها وضحايها اغلبهم اطفال ونساء اطفال كتبو بدمائهم أحرار للابد أحرار   حتى يتسنى لأطفال من بعدهم أن يذوقو معنى الحرية دون الحاجة للقتال والعالم أجمع ينكر الابطال وينكر أنهم سيكونون فى يوم ما على يد أخوانهم أحرار   

اما عن الصفحات الفارغة فهى كالقلب يمكن أن يملؤها حبر أسود او تتلون بأى لون ولكنها لن تمس أبداً صفحات وابواب   هكذا كان الارشيف بالياً ومهمل ويحمل كل المعانى والاجابات

  هكذا كان موضوع على رف بعيد المسافات ولم يعيره أحداً أى اعتبارات 

يا لها من اهانات !!

ليست هناك تعليقات: